الجزء الثاني رواية جميلة بقلم سارة علي
جثمت على قلبه كصخرة قوية
تألم قلبه لمنظرها هذا وهي غير واعية لأي شيء قبل أن تبدأ زينة بفتح عينيها تدريجيا
فتحت زينة عينيها لتتأمل زياد الجالس أمامها بملامح واهنة
رمشت بعينيها محاولة إستيعاب ما جرى قبل أن تصرخ
ابني يا زياد ابني
اهدي يا زينة اهدي يا حبيبتي
قالها زياد وهو يحاول إحتضانها لټنهار باكية بين أحضانه وهي تهتف بتوسل
شدد زياد من احتضانها وهو يقول بتردد
ربنا يعوضك يا زينة
تحررت من أحضانه تنظر له بعدم تصديق قبل أن تهتف به بترجي
انت بتكدب مش كده ! قولي انك بتكدب !
هطلت الدموع من عينيه بغزارة وهو يشاهد حالتها تلك لقد تحمل ما يفوق احتماله ألا يكفيه أن يشاهد إنهيارها بهذا الشكل ! إنهيارها الذي كانت والدته سببه
اڼهارت زينة باكية داخل احضانه من جديد ليربت على كتفها وهو يقول
متنهاريش يا زينة عشان خاطري خليكي قوية
بعد حوالي ربع ساعة توقفت زينة عن بكاءها وتحررت من بين أحضانه ليسألها زياد بقلق
بقيتي كويسة !
أومأت برأسها دون أن ترد بينما قال زياد وهو ينهض من مكانه
وخرج من الغرفة متجها الى الطبيب يطلب منه أن يفحصها ويذكره بعدم إخبارها بحقيقة عدم إنجابها بعد الأن خوفا على مشاعرها
كانت والدة رنا تجلس بين أحضان ابنتها وتبكي بإنهيار اليوم لقد فقدت ابنا أخر لها
كانت رنا تحاول مواساتها وإقناعها بأن زياد حتما سيعود ويندم على ما فعله
وقفت رنا أمامه ما إن رأته وهتفت به
حبيبي أخيرا جيت
أوقفها منتصر بإشارة من يديه وقال
اللي سمعته ده صحيح !
نظرت رنا اليه بتوتر وسألته
بتتكلم عن ايه !
نظر الى زوجة عمه وقال
بتكلم عن اللي عملتوه مع زينة
سألته رنا بضيق ليرد
عرفت من زياد
وطبعا حكالك كل حاجة لصالحه
قالتها رنا بعصبية ليرد منتصر بهدوء
هو محكاش أي حاجة إلا لما أصريت عليه بس اللي مش مصدقه إنك تعملي كده
انا معملتش حاجة ماما هي اللي عملت
قالتها رنا مبررة لنفسها ليقول بسخرية
أغمضت رنا عينيها ثم فتحتها وهي تهتف بنفاذ صبر
انت عايز ايه يا منتصر !
صمت منتصر لوهلة قبل أن يهتف أخيرا
مش عايز حاجة بس للأسف اللي زيي صعب يكمل مع إنسانة أنانية زيك
اتسعت عيناها بينما يخلع خاتمه ويضعه داخل يدها قبل أن ينسحب من المنزل تاركا رنا تتابعه بعينين جاحظتين قبل أن تهبط بجسدها على الكنبه غير مصدقة لما حدث
خرج الطبيب من عند زينة بعدما قام بفحصها اقترب منه زياد وسأله
عاملة ايه دلوقتي !
أجابه الطبيب بعملية
بقت احسن متقلقش عليها كمان تقدر تخرج من المستشفى بكره
أومأ زياد برأسه متفهما قبل أن يشكر الطبيب ويلج الى داخل الغرفة ليجد زينة ممددة على السرير تنظر الى الأعلى بنظرات شاردة
اقترب
منها وجلس على الكرسي بجانبها ثم لمس كف يدها بيده لتلتفت نحوه وتنظر إليه بحزن
ينفع مشوفش النظرة دي منك !
سألها بنبرة واهنة لتبتسم بمرارة وهي تقول بحشرجة
النظرة دي مكتوب عليا أعايشها
ابتسم پألم وقال
النظرة دي مش عايز أشوفها منك طول منا عايش
تسللت دمعة واحدة من عينها ليمسحها بأنامله على الفور قبل أن يهتف بۏجع
انتي هتبقي كويسة وهتتخطي كل اللي حصل
ازاي !
سألته بنبرة ضعيفة ليرد بقوة
بالإصرار والعزيمة هننسى الماضي ونبدأ من جديد
نبدأ
قالتها بدهشة ليومأ برأسه وهو يبتسم بخفة ويقول بلهجة عذبة
امال فاكرة إني هسيبك لوحدك !
نظرت إليه وقالت بشك
ليه ! ليه بتعمل كده معايا رغم كل اللي عملته !
نظر إليها لوهلة يتمعن النظر الى وجهها قبل أن يهتف بجدية
يمكن عشان بحبك
زاغت نظراتها وهي تستمع الى ما قاله لم تستوعب في بادئ الأمر ما سمعته فقالت بلهجة غير مصدقة
بتحبني !
اوما برأسه ثم أطلق تنهيدة طويلة قبل أن يهتف بجدية
ايوه بحبك بحبك يا زينة
ارتجف جسدها كليا لوقع تلك الكلمات على قلبها ورمشت بعينيها غير مصدقة لما تسمعه هو يحبها
أومأ برأسه مؤكدا ما يدور داخل فكرها لتسأله بصوت شاحب
ازاي !
زفر نفسا عميقا وقال
ازاي دي حكاية طويلة تحبي تسمعيها !
سألها بإبتسامة لتومأ برأسها فينطلق في حديثه الذي احتل قلبه لسنوات طويلة
بحبك يا زينة حبيتك من أول يوم شفتك بيه
اتسعت عيناها بعدم تصديق بينما أكمل هو
كنت براقبك كل يوم أبص عليكي من بعيد حبي ليكي كل يوم كان بيزيد