الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 104 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


أيام مريرة عندما ظن أنه لن يحصل عليها أبدا ظن أنه سيظل في غرفته حتى تنتهي حياته لأنه كان غير قادرا على مواجهة الحياة في بعدها.
رفعت عنه حرج الكلام وقالت مبررة أنا مكنتش أتمنى كده ياتميم بس إحساس صعب أوي إنك تعرف إنك غير مرغوب فيك وخصوصا من ناس هتعيش بينهم أنا عشت سنين طويلة اداري من عيون الناس بس كنت بداري بعيلتي اللي عمرهم ما شافوني ناقصة او بيا عيب عشان كده مقدرش أعيش معاهم وأنا حاسة بالنقص

أشفق عليها فقال بحنان أنتي مش ناقصة حاجة ياسدن ولازم تعيشي وتواجهي المجتمع وانتي واثقة من كده بالعكس أنتي جميلة ف حاجة فيكي سحر وجاذبية بيميزوكي عن ناس كتير بالإضافة لقلبك اللي نادر وجوده ف زماننا ده عشان كده عايزك تشوفي نفسك صح شوفيها بكمالها وجمالها
ابتسمت له وردت بحب عيون المحب بس اللي بتشوف محبوبها كامل ياتميم 
غمز لها بمشاغبة وقال طب وحبيبي عايز إيه أكتر من كده أنا لا شوفت ولا هشوف حد ف الدنيا أحلى وأجمل منك ياجميل .
تجلس في غرفتها لم تتحدث ولا تتكلم منذ أتى بها من المستشفى ليلة أمس صامتة طوال الوقت وهو لم يرد أن يضغط عليها في الحديث ولكنه بدأ يشعر بالقلق لرفضها الطعام فهي مازالت ضعيفة وعندما تقف تترنح بسبب ما فقدته من دماء بالإضافة إلى يدها التي ضعف عصبها إثر إصابتها ولكنها لم تقبل أي مساعدة.
أعد لها طعاما وحمل الصينية وفتح عليها باب الغرفة وجدها نائمة مستغرقة في النوم وضع الصينية على المنضدة المجاورة للسرير ثم جلس على حافة الفراش بجانبها يتأمل ملامحها الشاحبة التي يبدو عليها الحزن حتى وهي نائمة يشعر بالعجز لا هو قادر عن التخفيف ولا هو قادر عن إزالة ذلك الثقل من عليه ولكن كل ما يستطيع فعله حاليا هو المحاولة لخلق حياة هادئة بينهما فهو من الصعب عليه تركها حاليا فهو يشعر بالقلق الدائم عليها وهي معه فكيف سيكون وهي بعيدة عنه وخاصة بعدما رآها بهذا الضعف ...لذا هو لن يتركها للحياة تخبطها وتنهكها نفسيا حتى لو اضطر أن يسحق نفسه لأجلها.
مد يده يرفع شعرها من على وجهها ويتحسس خدها بحنان ويناديها برفق سدرة.. سدرة
فتحت عينيها ونظرت له نظرة إنكسار فابتسم لها وقال قومي اصحى عشان تاكلي
ردت عليه بتعب مش عايزة آكل
إيه اللي أنت بتعمله ده
رد عليها وهو ينهض يحمل صينية الطعام إيه بقعدك عشان تاكلي
ابتلعت ريقها وردت عليه بهدوء قولتلك مليش نفس
وضع الصينية على رجلها وقال ما انا مش هسمع كلامك تاني الدكتور قال محتاجة تغذية وانتي رافضة الأكل فدلوقتي لو ما اكلتيش هاكلك انا 
نظرت للطعام ثم نظرت له نظرة تخبره عدم ارتياحها للطعام فنظر هو الآخر للطعام ثم أمسك الملعقة وتذوق القليل منه فامتعض وجه وقال لها أنتي فعلا عندك حق متاكليش.. إيه الارف اللي أنا عامله ده
ثم حمل الصينية مرة أخرى ووضعها كما كانت وعاد يجلس بجوارها وقال تعرفي ان من يوم اللي حصل انا مأكلتش عايش على القهوة والشاي والسجاير تيجي نطلب اكل وناكل سوي بدل الاكل اللي يعمل تلبك معوي ده
ابتسمت له وهزت رأسها بالموافقة.. فتحمس ونهض يبحث عن هاتفه ويطلب لهم الطعام.
بعد قليل عاد لها يقول إيه رأيك تقومي تقعدي معايا في الصالة نشغل فيلم لحد ما الأكل يوصل 
أبدت قبولها وهمت للنهوض فاقترب منها ومد يده لها وقال متسنديش على إيدك لحد ما تطيب تعالي انا هسندك
استندت عليه حتى خرجت معه لتجلس في الصالة أمام التلفاز وبينما هو منشغل يبحث عن قناة للمشاهدة قالت له بس انت كده معطل نفسك جمبي وأكيد شغلك محتاجلك
رد عليها وهو ما زال مشغولا والله يا سدرة الحمد لله الأيام دي المطعم شغال والأرباح كل يوم في زيادة لدرجة إني خلاص سديت كل ديوني وبفكر افتح فرح تاني مع علي
ابتسمت له وقالت بسعادة ربنا يوسعها عليك انت تستاهل كل خير 
الټفت لها بعيون مبتسمة وقال خفي بقى بسرعة عشان انزل شغلي 
ردت عليه بهدوء قولتلك انا كويسة انزل شغلك وكمان انت اللي صممت أرجع معاك رغم إني طلبت منك الط.. 
قاطعها
 

103  104  105 

انت في الصفحة 104 من 135 صفحات