رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل
أنامتهما بعد سؤالهما المتكرر عن والدهما اللذان لم يحظيا بوقت منه اليوم ولكنها بررت ذلك أنه مشغول ولديه عمل وعادت تتصل عليه ولكن دون رد اتصلت على مقر عمله لتطمئن ولكنها ازدادت قلقا عندما علمت أنه لم يذهب إليه اليوم.
ظلت تنتظره كثيرا وهي تنتقل بقلق وذعر وقلة حيلة من الشرفة إلى الداخل والعكس حتى سمعت صوت قدوم سيارته وضعت يدها على قلبها تطمئنه أنه بخير ثم وقفت تنتظره عند الباب حتى وجدته يدلف إلى المنزل ويبدو على ملامحه الحزن والإرهاق.
وقف جامدا كما اعتادت عليه من قبل وقال كويس
استأنفت تقول بقلق أمال مبتردش عليا ليه وكنت فين مروحتش المركز النهاردة
أشاح بوجهه عنها ولم يرد وصعد السلم أمام عينها تعجبت منه ومن تجاهله لها فصعدت خلفه تستوقفه قبل أن يدلف إلى غرفته وسألته فيه إيه طمني عليك مالك
رد عليها بهدوء مفيش.. مرهق شوية.. ممكن ادخل ارتاح
مرت ثلاثة أيام وهو على هذا الحال فدائما يتهرب من لقائها يخرج صباحا قبل أن تستيقظ ويعود متأخرا ويغلق أي مجال للحديث بينهما بينما هي تعيش في حزن دائم وحيرة وقلق ولكنها اليوم قررت ألا تصمت وتستسلم لتلك المعاملة فانتظرته في غرفتها حتى عاد مساء وعندما شعرت بعودته ودخوله غرفته نهضت واتجهت إلى غرفته وفتحتها دون أن تطرق الباب ووقفت أمامه بصمود بينما هو قد بدأ في تغيير ملابسه وخلع سترته.
ما تفعله من أجله ومن أجل ولديه ولكن قلبه لا يملكه سوى من غطاها التراب ډفنها وډفن قلبه بجوارها وحرم على نفسه أي متعة سوى بها ومعها ولكن تلك الليلة سيطرت عليه التي أشعلتها تلك المرأة الساحرة حقا ساحرة تسحره دائما ببرائتها ورقتها وحنانه الذي يغمر الجميع وجودها يضعف قلبه ولكنه لم يكن يتوقع أنه هو سيسقط صريع في حضرة جمالها لذا وجد أن الحل الأمثل هو اجتنابها فمازال قلبه يحرقه على ماحدث وضميره لم يكف عن تأنيبه على ما ارتكبه من جرم في حق صبا وحق نفسه.
فتح خزانته وعبث ورد عليها دون أن يلتفت لها أنا عايز أنام يا غصون نتكلم وقت تاني
اقتربت منه وقالت بإصرار مفيش وقت تاني أنت طول الوقت بتتجنب الكلام معايا ومش عارفة مالك بتخرج من بدري وبترجع متأخر.. لا بقيت تاكل ف البيت ولا تقعد فيه فيه إيه أنا عملت حاجة ضايقتك
الټفت لها وقال بهدوء قولتلك مفيش حاجة ظروف عمل
قاطعها قائلا بحدة اللي حصل ده غلطة ومش هتكرر تاني وبلاش تفتحي في الكلام ده تاني
نظرت له بعيون ممتلئة بالدموع وقالت بتساؤل غلطة!!!
أدار وجهه منها وقال بصوت نادم أيوة غلطةغلطة غلطتها واستسلمت لها في لحظة ضعف وأنا اللي بدفع تمنها عڈاب وقلة راحة أنتي مش مطلوب منك غير إنك تنسى اللي حصل وتعرفي إنك هنا عشان الولاد وده الشئ نفسه اللي بيربطنا بعض.. وياريت تفهمي ده
ابتلعت دموعها وتظاهرت بالقوة وقالت بصوت جاهدت أن يظهر طبيعيا مفهوم يا دكتور ياسر بس الشئ اللي بيربطنا بعض أنت فين واجبك تجاهه يزيد ويزن كل يوم بيسألوا عليك والحجج والمبررات خلصت أنا مش عايزة غير انك تعطيهم من وقتك شوية وتهتم بهم
الټفت لها وقال بتفهم أنا فعلا أهملتهم الفترة اللي فاتت بس إن شاء الله من بكرة هحاول أعوضهم
هزت رأسها بموافقة واستدارت تخرج فاستوقفها قائلا الروضة كلمتني والباص هيجي ياخدهم من اول الأسبوع وبكرة جهزيهم بعد الغدا هاخدهم