الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 68 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


فرفع كفه لجبينها وجده أكثر برودة فشعر بالفزع أن تكون قد ماټت فجثي على الأرض بجوارها يمسك يدها ويفركها وهو يناديها بصوت قلق سدرة.. سدرة فوقي... ثم نهض وحملها يضعها على فراشها ويلتقط زجاجة عطر يقربها من أنفها وهو يناديها بقلق فوقي يا سدرة
أخذت شهيقا عميقا ثم قالت بخفوت أه.. جلس على طرف الفراش وهو يتنهد بإرتياح ويقول في نفسه الحمد لله

ثم نظر إليها وجدها مازالت مغمضة العينين ولكن أنفاسها منتظمة فاقترب منها وسألها بهدوء أنتي كويسة
قالت بإعياء دون أن تشعر رجلي رجلي
وقف في حيرة من أمره كبريائه كرجل جرحته يرفض مساعدتها وقلبه كآسر الإنسان الذي يتألم لألم الجميع يحثه على مساعدتهاولكن في النهاية قلبه كإنسان لم يطاوعه على تركها تتألم فنهض إلى غرفته وعاد بصندوق الإسعافات وجلس على نهاية الفراش يضمد جرحها وهي مازالت تائهة لا تدري ولا يصدر منها سوي أنين ناتج عن ألم شديد.. ثم انتهى وأغلق الصندوق ووضعه جانبا واقترب منها يجلسها قليلا ويضع في فمها أحد الأقراص المسكينة ثم يحمل كوب الماء وهو يحثها على الشرب قائلا اشربي والحباية دي هتسكن الألم شوية
ارتشفت القليل وهي لم تدري ثم قالت بردانة
فأعادها تستلقي كما كانت وفتح الخزانة يجذب أحد الأغطية الثقيلة ثم يفردها فوقها ويغلق الضوء ويخرج من الغرفة وهو في حالة تخبط واضطراب من نفسه.
تبدل حالها منذ ذلك اليوم الذي كانت تنتظر فيه عودته ليصطحب أولاده إلى العشاء كما وعدهما ولكنها لم تعلم أن كل ذلك سيحدث بعد أن تفاجأت بزيارة والدته وصديقتها التي كانت ترافقها يوم زفاف سدرة وآسر وتعمدت يومها والدته أن تقلل منها أمام تلك العجوز الذي تجلس معها مازالت تتذكر نظراتها يوم أن فتحت الباب ووجدتها ورغم التوتر والرهبة التي تتملكها في وجود تلك السيدة ولكنها تصنعت الإبتسامة وقالت مرحبة بها أهلا وسهلا يامدام يسرا اتفضلي
نظرت لها يسرا بإستحقار ثم التفتتوقالت لصديقتها اتفضلي ياسعاد ياحبيبتي البيت بيتك
وبعد أن دلفت إلى المنزل بحثت بعينيها في المكان وسألتها بحدة روحي اندهي ياسر والولاد بسرعة
ابتلعت ريقها بتوتر من حدتها وردت عليها الدكتور ياسر في شغلهوالولاد ثواني وأجيبهم لحضرتك بس اتفضلي حضرتك
وجهت سعاد الكلام لصديقتها يسرا تقول أنتي مش قولتي يايسرا إنه راحة النهاردة
ابتسمت لها يسرا وقالت أنتي عارفة ياسعاد طبيعة شغله ودايما عنده طوارئ
ثم تركتهم غصون وذهبت تنادي الأولاد فتبعتها سعاد بعينيها وقالت بمكر بقى انتي يايسرا مستغربة ياسر ليه مش راضي يتجوز هيتجوز إزاي وبنت زي

دي عايشة معاه زمانها مجنناه ومش مخلياه يفكر في حاجة غيرها
تعجبت يسرا وقالت لا ياسعاد ياسر عمره مايبص لواحده زي دي دي طلعت ولا نزلت شغالة وهو متمسك بها عشان خاطر الولاد بس إنما مش الدكتور ياسر ابني اللي يفكر كده 
نظرت لها سعاد بخيبة وقالت متستبعديش حاجة ياسعاد دي بت مسهوكة ومتمسكنة وهما دول اللي بيطلع منهم العجب ماشوفتيش فاروق جوز جيهان واللي عمله طلع متجوز عليها الشغالة بقاله سنتين وهي كانت نايمة على ودانها 
ردت عليها يسرا بريبة وقالت خوفتيني على ابني طب والحل إيه وابني مش مستغني عنها عشان عياله
أجابتها سعاد الحل إنك متسيبيش واحدة زي مع ابنك لوحدهم ولازم طول الوقت تعرفيها مقامها وتكسري مناخيرها لحد ما تقنعي ياسر وتجوزيه واحدة بنت ناس زيه تغنيه عن الأشكال دي
لم تعلم غصون كيف صمدت وصبرت دون أن تصرخ حتى انتهى ذلك الحوار المقيت بينهما فهي مجرد أن ذهبت من أمامهما لم تنتظرا مغادرتها وبدأتا في الحديث لذا تملكها الفضول ووقفت جانبا حتى تنتهي كل منهما من تلك الكلمات المسمۏمة التي أشعرتها أنها لا قيمة لها وأن كرامة الإنسان بعائلته كما ترى أما هي فقد كانت وستظل بلا عائلة مدى الحياة.
مشت بخطوات ثقيلة وعادت بالولدين لجدتهما وتركتها ترحب بهما وقالت بخفوت تحبوا تشربوا حاجة
رفعت كل منهما نظرها لها بإستحقار وقالت يسرا أنا برتقال فريش ثم قالت سعاد وأنا قهوة مظبوطة
أومأت رأسها وذهبت للمطبخ تعد لهم المشروبان ولكن خنقتها الدموع لشعورها بالدونية أمامهما فماذا فعلت لتستحق ذلك وتعجبت كيف لإمرأة مثل تلك أن تنجب فخرا كياسر وعظيمة كياسمين وملاكا كآسر.
ظلت
 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 135 صفحات