الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 76 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


يدها تحت خدها ولكن وجهها ممتعض اقترب منها يهزها ويناديها سدرة اصحى 
فزعت ونهضت بإنزعاج تجلس وتجذب الغطاء عليها تستر به جسدها وتنظر له بعيون مړتعبة تسأله پخوف إيه في إيه
انزعج من هيئتها فسألها إيه مالك شوفتي عفريت
رفعت يدها على صدرها لعلها تهديء نبضاتها التي تتسارع بشكل مبالغ فيهوقالت بصوت متهدج أصل أنا كنت بحلم حلم وحش وفجأة جيت صحتني فخۏفت بس خلاص مفيش حاجة

هدأ قليلا ثم سألها متعرفيش حاجة عن غصون
هزت رأسها نافية وقالت معرفش عنها أي حاجة من يوم الفرح بس هي على اتصال بسدن
قال لها طب ماتسألي سدن كده يمكن راحت عندها ولا تعرف هي فين 
قالت بثقة سدن مكلماني قبل ماانام وكانت بتعرفي عن موضوع خطوبة لها وقالت إنها هتكلم غصون تحكيلها معنى كلامها أن غصون مش هناك بس كل ده ليه ولا إيه اللي حصل 
لم يجب على سؤالها وقال لها طب اطلبي سدن أسأليها عنها يمكن تعرف عنها حاجة
رفعت يدها تجذب هاتفها من جوارها فانكشف ذراعها ومقدمة صدرها فتركته واحكمت الغطاء مرة أخرى ثم قالت بخجل ممكن تطلع بس اغير هدومي وانا هكلمها واعرفك 
ابتسم بإستهزاء ثم تركها وخرج.
بعد ليلة طويلة مرت عليها وهي تبكي على حال يوسف الذي أصبح عليه كما تبكي على قلة حيلتها في التعامل معه كيف لها أن تتعامل معه الآن وهو لا يذكرها ولا يذكر شيئا من حياته في حيرة ماذا ستفعل وكيف ستتعامل معه.. وإلى متى سيظل يجهل كل ماسبق من حياته.. وبعد تفكير طويل قررت أن تدخل له وتترك الأمور تسير كما يدبرها الله.
طرقت باب غرفته وفتحت الباب ودخلت وجدته جالس على فراشه عندما رآها سلط نظره عليها ولم يرفعه عنها فاتجهت ناحية أحد الكراسي وجذبته بالقرب من فراشه وجلست عليه وهي تقول صباح الخير يا يوسف
مازال ينظر لها نظرات غير مفهومة مما أربكها ولكنه بعد قليل رد عليها صباح الخير
ابتلعت ريقها

بتردد ثم قالت أنت مش فاكرني
رد عليها مش فاكر حاجة.. بس أكيد أنتي حد قريب مني أوي لأني طول الليل زي الطفل التايه وأما شوفتك دلوقتي حسيت بالأمان 
ابتسمت له وقالت أنا يمني عارف إني صعب عليا أوي أعرفك عليا شىء عمري ماتخيلته إن يجي اليوم وتنساني وانا اقعد ادامك عشان أفكرك بيا
لم يرفع نظره عنها يتأمل ملامحها وكأنه مشتاق لها ولا يعلم لماذا ولكنه أن يشعر أنه كان في سفر بعيد والتقى بها أخيرا.. ورد عليها من الواضح إني كمان غالي عندك أوي لدرجة إنك عيونك الفتانة دي حمرا من العياط عشاني 
ابتسمت ونظرت للأرض بخجل فقال هو بإبتسامة خاېف لتطلعي أختي بعد كل ده وأنتي زي القمر كده
اتسعت ابتسامتها ورفعت بصرها له وقالت أنت وحيد معندكش اخوات يايوسف
رفع يده يفرك رأسه من شدة الصداع فنهضت تمسك رأسه وتدلكها برفق وتسأله حاسس بإيه 
استكان تحت يديها ورجع بظهره يسنده على الوسادة وأجابها حاسس بۏجع غريب ف دماغي غير إني مشوش 
قالت له بحنان إهدي وارتاح وأنا هشوف الدكتور يجي يشوفك 
رفع بصره لوجهها الذي يعلوه وهي تمسح بيدها على شعره وقال لها أكيد أنتي حبيبتي ويمكن خطيبتي ويمكن مراتي
ابتسمت له وقالت هنتكلم في كل حاجة يايوسف بس أهم حاجة دلوقتي صحتك 
ثم تركته وجلست مرة أخرى على الكرسي ففاجأها بسؤاله طب فين أهلي ولا أنا مقطوع من شجرة
امتعض وجهها حزنا عليه ولكنها وجدت أن مصارحته هي أسلم حل حتى يتأقلم على وضعه وعلى حياته الجديدة فابتلعت ريقها وقالت أنت يتيم الأب من سنين طويلة يا يوسف وللأسف والدتك كانت معاك في نفس الحاډث وتوفاها الله
لم يبد أي ردة فعل على كلامها وشرد قليلا ثم قال صعب أوي إني مش عارف أتأثر پوفاة أقرب الناس ليا مش عارف أحزن لأني مش فاكرهم ولا فاكر ملامحهم أنا حتى مش عارف أنا منين ولا سايب ورايا ماضي إيه ولا بشتغل إيه ولا أي حاجة حاسس إني ولا شىء
شعرت بالألم على حاله فقالت له تواسيه بالعكس يايوسف أنت إنسان لك مكانة كبيرة عندك ٣٥ سنة خريج كلية طب ولك مكانة في المجتمع وعندك مستشفى خاص ورثتها عن والدك
 

75  76  77 

انت في الصفحة 76 من 135 صفحات