الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 79 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


ده آخر طلب هطلبه منك
نزع ذراعه من يدها بهدوء وأكمل خطواته وهو يقول أنانية عايزة كل حاجة مش عايزة أي عقبة تقف في طريقك او تسبب لك مشكلة وللأسف وقعتي في حضرتي اللي هو الحمار اللي بيستسلم وبينفذ طلباتك 
واستدار متجها لغرفته ونظر لوجهها المحتقن والعيون المتحجرة بالبكاء وقال بلهجة آمرة نص ساعة وتكوني جاهزة عشان نرجع بدري لاني عندي شغل بالليل 

سقطت الدموع التي جاهدت أن تخفيها وابتسمت وقالت ثواني واكون جاهزة وأسرعت إلى غرفتها تبدل ملابسها.
دخل المستشفى بعد طريق أحس أنه امتد لدرجة أنه لا ينتهي لم يصدق نفسه عندما أخبرته يمني أنها رأت غصون صدفة وهي تدخل محمولة من قبل رجال الإسعاف والډماء تغطي جسدها بأكمله وبين الحياة والمۏت مجرد تخيله فقدانها ينقبض صدره كيف الظلام أن يغطي حياته هو وولديه مرة أخرى بعدما أشرقت شمسها لهم من جديد كيف لولديه إن يتذوقا طعم اليتم مرة أخرى بعدما نعما بحنان الأمومة منها يلوم نفسه لو لم يسمح لأمه بالمكوث معه منذ البداية لما حدث ذلك لو لم يتهور بطلبه الزواج منها لم فرت هاربة منه ومن أنانيته ليت الأمور سرت على رتيبتها ليته تركها بينهم هانئة تغرقهم في عطائها وحنانها دون قيود ولكنه كل ماأراده إنقاذها من براثن أمه وحمايتها من ألسن الجميع نعتها بالخادمة يوجعه ويمس شيئا بداخله يجعله يريد قتل من يتحدث مس شرفها يجعل جنونه يجن والقبض على رقبة من ېجرحها ورغم كل ذلك هو الآن لا يريدها سوي بخير حية تتنفس تظل على قيد الحياة هو رغم ظهوره الصلب

للجميع ولكنه من الداخل ممزق غير قادر على تحمل فقدان آخر وخسران روح أعادة البهجة لحياته.
عندما دلف إلى الداخل بحث بعينيه عن يمني التي اندفعت تجاهه هي الأخرى عندما رأته فسألها طمنيني إيه الأخبار
أجابته بحزن دخلت العمليات ولسه مخرجتش
نظر لها نظرة حيرة وسألها أنتي متأكدة يا يمني إن هيا غصون
أجابته أنا فعلا مشوفتش غصون غير مرات معدودة بس متأكدة إن هي والمستشفى قالت إن ملقوش معاها حاجة تثبت شخصيتها
أمسك كفها وقال طب تعالي معايا أما نطمن
سار متجها ناحية غرفة العمليات بقلق وذعر بداخله ولكنه إطمأن قليلا عندما لمح أحد الأطباء الذين كانت تربطه بهم علاقة صداقة قبل أن تشغله الحياة فناداه دكتور مختار
ابتسم الطبيب عندما سمع ياسر علي بعد وتأكد منه واقترب يرحب به أهلا دكتور ياسر إيه النور ده
ابتسم له ياسر وسلم عليه ثم قال له دا نورك يامختار وحشني والله
ابتسم له مختار وبادله السلام وقال وأنت أكتر بس طمني أنت هنا ليه أتمنى يكون خير 
مسح ياسر علي مقدمة رأسه من القلق وقال وأنا كمان أتمنى ذلك واحدة قريبتي وعزيزة عليا جدا جوه في العمليات وعايز اطمن عليها ياريت تقدر تساعدني 
ربت مختار على كتفه وقال عنيا ليك ياياسر متقلقش انا كنت داخل اجهز عشان عندي عملية بعدها بس أنا هدخل واطمنك متقلقش
ابتسم له وقال تسلم يامختار ده العشم والله 
انصرف من أمامه مختار فالټفت ياسر يبحث عن يمني وجدها تجلس على مقربة منه تنتظره يبدو على وجهها الإرهاق فاقترب منها وقال قومي انتي روحي يايمني وانا هستني هنا شكلك تعبانة 
تنهدت وقالت بإستسلام أنا فعلا تعبانة أوي ومرهقة ياياسر وفعلا محتاجة آخد شاور وأفرد جسمي عشان كده همشي انا وهتابع معاك بالتلفون
تطارده أفكار سوداء بفقدانها فينهض بإنزعاج يحوم في المكان من مرارة الفكرة ثم يهدأ وهو يدعو الله أن ينجيها من أجل طفليه اللذان تعلقت بها روحهما يتذكر ملامحها البريئة ونقاء عينيها ووجهها الخجول وطلتها التي تعطي أي مكان تطأه قدماها راحة وطمأنينة وسكون فيناجي ربه أنا عارف ياارب إنها مش م البشر ومفيش حد في طهرها ونقاءها نجيها يااارب مبقتش حمل صدمة تانية إني أفقد حد مش هقدر اشوف ولادي يتحرموا من أمهم لتاني مرة نجيها عشانهم يااارب
انفتح باب العمليات فجأة وخرجت تنام على السرير ذو العجلات ويدفعه إحدى الممرضات فاقترب منها بإندفاع يتأمل وجهها وكأن لديه آخر أمل ألا تكون هي ولكن خاب أمله ووجدها هي تستلقي غائبة عن الوعي بوجهها الملائكي ولكنه شاحب
 

78  79  80 

انت في الصفحة 79 من 135 صفحات