الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 93 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


معه اليوم لكان غادر الشقة منذ الصباح الباكر ولم يعد حتى يهدأ من تلك الأفكار وتلك المشاعر.
لم يستطع تناول شئ فنهض مغادرا المطبخ فاستوقفته قائلة أنت مأكلتش حاجة
رد عليها دون أن يلتفت لها شبعت الحمد لله
تحدث يزيد أنت مش هتلعب معايا زي ما وعدتني
الټفت ليزيد مبتسما وقال هرتاح في أوضتي شوية وأرجع ألعب معاك
ابتسم له يزيد وبادله آسر الإبتسامة ثم غادر إلى غرفته.

انتظرت هي قليلا مع الولدين حتى فرغا من الطعام ثم قالت لهم تعالوا نتفرج على فيلم كرتون جميل أوي على أما أونكل آسر يجي يلعب معاكوا
ابتسم الولدان بسعادة وبالفعل أخذتهما إلى الصالة وأجلستهما أمام التلفاز ثم تركتهما بهدوء دون أن يشعرا واتجهت إلى غرفته طرقت الباب ثم فتحته دون أن تنتظر الرد دخلت وجدته يجلس على فراشه وبيده سېجارة والغرفة معبأة بالدخان.
رفع بصره لها ثم أخفضه نظرت له ثم سارت حتى النافذة وفتحت زجاجها ثم عادت إليه وجلست على طرف الفراش فأصبحت مقابلة له.
نفث دخان سيجارته ثم سألها دون أن ينظر لها سيبتي الولاد وجيتي ليه
شعرت بالحرج من أسلوبه معها وأيقنت بداخلها أنه حقا يستحقرها لما صدر منها ليلة أمس وتملكها الخۏف من قراره القادم فبالطبع سيعجل بالطلاق ليرتاح منها ومن ذلك الثقل التي أحملته له وإن كان ذلك سيكون قرار إعدامها بعدما تعلقت به وإمتلأ قلبها بحبه ولكن ذلك اليوم آت لا محالة امتلأت عينها بالدموع لتلك الفكرة ولكنها حاولت الثبات والشجاعة فنظرت له وقالت الولاد بيتفرجوا على الكرتون وأنا كنت جاية عايزة طلب
رد عليها بجمود عايزة إيه
ابتلعت ريقها وقالت عايزة أرجع شغلي
اعتدل في جلسته ونظر لها متسائلا ترجعي شغلك ليه ناقصك حاجة
نظرت له بإنكسار وقالت لا أبدا أنت مش مخليني محتاجة حاجة بس أنا كده كده رجعاه يبقى أرجعه من دلوقتي أحسن 
أطفأ سيجارته وقال بحدة طول ماأنتي ف بيتي مش هترجعيه مش هسمح أكون نايم ف البيت وأنتي بايتة في المستشفي معرفش عنك حاجة ولا مع مين ولا بتعملي إيه أما نتطل 
سلطت نظراتها على عينيه تستعطفهما وتستعطف قلبه ألا ينطقها فعلي الرغم من تيقنها أن ذلك سيكون يوما ولكنها الآن غير قادرة على تحمل ذلك فقاطعته وقالت بصوت مخټنق بالدموع عارفة إن عمرك ما هتثق فيا ومش هقدر أجبرك على كده مهما حاولت أثبت

لك إني مش زي ما أنت فاكر ومش بلومك على كده بس أنا بجد محتاجة شغلي دلوقتي أوي محتاجاه أوي
لانت ملامحه بعدما رآها بهذا الضعف والانكسار ورق قلبه لنبرة الرجاء التي في صوتها فسألها بهدوء خلاص عرفيني عايزة الشغل ليه وأنا هوافق 
هنا أخفضت بصرها وتركت لدموعها العنان لتهبط بغزارة وقالت پقهر من بين دموعها عشان مش عايزة أرجع بيت أبويا مش عايزة أرجع لمرات أبويا تذلني في الداخلة والخارجة وأنا عارفة انك مبقتش مستحملني وقريب أوي هتسيبني عشان كده هظبط أموري من دلوقتي عشان أقدر أشوف شقة إيجار أعيش فيها بعد ما تسيبني
كل دمعة من عينيها أحرقت قلبه وذلك القهر الذي هي عليه الآن ېمزق أنياط قلبهحاول أن ويطمئنها ويخفف عنها ولكنه سرعان ما تراجع يتمنى لو يقدر على تخطي كل ما مضى ويبدأ معها من جديد ولكنه عاجز عن ذلك يشعر تجاهها بمشاعر متناقضة يريد قربها ويتمنى ابتعادها يحنو عليها ثم يقسو دون إرادة يفرح بسعادتها ويريد أن يكسرها ويحزنها كما فعلت به يريد الآن التخفيف عنها وطمأنتها وشئ بداخله يحثه أن يتركها تتألم وتذق حصاد جريمتها.
الحيرة التي هو عليها ستفتك برأسه فترك الفراش ونهض يقف مبتعدا عنها قريبا من النافذة يوليها ظهره وهي مازالت تجلس تبكي بشدة لأول مرة تشعر بذلك الضعف والذل التي هي عليهم فقلبها ذليلا في حب رجل هي أصابت قلبه بسهم مسمۏم وتركت به چرحا لا يداويه الزمن وسرعان ما سيتخلص منها حتى يبرأ من رفقتها المشينة لحياته تمنت لو لم تفعل تلك الچريمة لكانت ملكت قلبه النقي وعاشت معه حتى لقطت آخر أنفاسها.
جاءها صوته يقول قومي اغسلي وشك واخرجي للولاد
حاولت التوقف عن البكاء ومسحت دموعها بظهر كفها ونهضت تقترب منه ثم وقفت خلفه وسألته بصوت
 

92  93  94 

انت في الصفحة 93 من 135 صفحات