عذاب قسوته الفصل الأول
إليه بعين ترتجف فوجدته يكبت بسمته بصعوبة ليقطع سيل الصمت بكلماته الحازمة لعلاء _ الآنسة فاطمة هتنضم لفريق العمل معانا فعرفها طبيعة شغلنا وبعدين أديها ملف قضيه أحمد فرج تدرسه وتشوف هتقدر إزاى تطلع بحلول قضائية نخرجه منها من قفص الإتهام..
تنحنحت بحرج بعدما أوشك على الأنصراف_أنا بجد مش عارفة أشكر حضرتك إزاى يا مسترحسام.
تعالت ضحكتها فجاهدت للحديث_ثواني وتكون عند حضرتك .
بمنزل ريهام
وضع فريد القهوة من يديه على الطاولة قائلا ببسمة هادئة_بستأذن حضرتك يا عمي ورايا شغل كتير فى المكتب بس بوعدك دى مش هتكون أخر زيارة..
راقبته من خلف الستار بدهشةتستمع لحديثه مع والداها وتراه يبتسم إبتسامة أذابت قسۏة معاملته لها تنهدت بحزن فكيف سيمنحها الفرصة ليرى كم تعشقه حد الجنون حتى قسوته باتت تعتاد عليها توجه للمغادرة فأنتبه لها هائمة به كأنها تراه لأول مرة تعلقت النظرات بعضهما البعض ليشير لها بهدوء _أول متحب ترجعي البيت كلميني..
أشاحت ريهام بوجهها عن أبيها حتى لا يرى دمعتها على كلماته الأخيرة فكيف ستخبره أنه وطليقها على حد السواء ولكن ما زاد الأمر صعوبة إنها تحبه برغم سوء معاملتها .
ولج فريد إلى المكتب فلحق به الأخر للداخل قائلا ببسمة سعادة _ ليك وحشة يا عمنا .
إكتفى ببسمة صغيرة ليجلس على مكتبه بثبات_ وأنت كمان وحشتنى يا حسام أخبار والدتك أيه
أجابه حسام بهدوء _بتسلم عليك يا سيدى وبتوصينى عليك كمان .
إبتسم بحزن _ربنا يبارك ليان كانت نسخة منها فى الطيبة والحنية .
رفع عيناه التى حاوطتها الأحزان بتمكن_ليان هتفضل موجودة بقلبي وعينى عمرها مهتشوف غيرها ولا قلبى هينبض لحد تاني .
زفر بغضب_طيب وريهام ذنبها أيه تعذبها معاك بالشكل ده .
لكم مكتبه پغضب ممېت يشير على حدته_ذنبها إنها قبلت تتجوز واحد وهى عارفة إنه قلبه مش ليها وأنا حطيت شروطي عليها إننا هنكون زوجين على الورق وظيفتها تربية البنت مش أكتر.
تعالت ضحكاته بسخرية_ بتحبني! أنت متعرفش أنا بعاملها إزاى
رمقه بنظرة مميتة_ طول مأنت شايف حبها ليك بسخرية وإستهزاء طول مأنت بتقرب من طريق الندم متخليش ماضيك يزيدك قسۏة عليها.
حسام بأستغراب _رحت فين
إنتبه له فريد فقال بحدة مصطنعة _مفيش وكفاية كلام عن الموضوع ده وياريت تقفله. إنتبهوا على صوت طرق باب المكتب فولجت فاطمة للداخل حاملة القهوة إبتسم تلقائيا حينما رأها فقال بهيام لحظه فريد جيدا _حطيه على المكتب وإتفضلى أنت وما أن إستدارت إستعدادا للإنصراف حتى أستوقفها بقوله_ولا أقواك أستني لما أدوق الأول وأحكم عشان أعرف هتستمرى فى الشغل معانا أو لا .
تلون وجهها غيظا من قوله متحدثة بصوت منخفض_إيه ده هو هيذلنى بفنجان قهوة .
سمعها فريد فأبتسم وتطلع لصديقه متسائلا بخبث_مش تعرفنا بالأنسة
حسام بتذكر_أه دي أنسة فاطمة إتعينت النهاردة ضمن الفريق الجديد اللي بيدرب عندنا .
ثم إرتشف بضع قطرات من القهوة وأظهر على وجهه معالم الضيق عن تعمد فرتاعت فاطمة خوفا من أن لا تستمر بالعمل فما نالته من فرصة عظيمة أن تتدرب فى مكتب عمالقة القانون تابع حسام حديثه ببرود_مش بطال أمال اللي كنت بشربه طول الفترة اللي فاتت كان أيه! .
تنفست فاطمة الصعداء وهرولت للخارج فضحك حسام وعيناه تتابعها ليفق على صوت فريد_إيه يا إبنى رعبت البنت وهى شكلها مش بتاعت مقالب .
حسام. بهيام_هى فعلا رقيقة أوى وكيوتة كدا تحسها كيكة بالبسكويت
جذبه فريد بمكر_لا ده شكله حب من أول نظرة.
أجابه بعدما عاد لأتزانه _لا مش للدرجادي مش أنا اللي أقع بالسهولة دى ده مجرد إعجاب .
رمقه بنظرة مطولة محملة بالشك_لما نشوف
وتوجه للخروج قائلا بتحذير_متنساش تحجز على الطيارة
رمقه بنظرة ضيق_مفيش فايدة عايز تهرب أجابه پغضب _ مش هنرغي كتير بالموضوع دا
ثم ولج لمكتبه مواصلا عمله لساعات طويلة بدون كلل أو ملل حتى إنه لم يشعر بوجود رفيقه لجواره فقال بحزن_ كفاية كده النهاردة ويلا روح إستريح شوية .
رفع عيناه بثبات_روح أنت يا حسام أنا قاعد شوية .
وأمام إصراره تركه