عذاب قسوته الفصل الأول
دواء فى الخزانة لخفض الحرارة وما أن وجدته حتى أسرعت فساندته وهو لا يكاد يشعر بها ثم قدمت له الدواء مكثت بجانبه تتحسس جبهته بين الحين والآخر لترى هل هبطت الحرارة أم لا وهكذا ظلت طوال الليل بجانبه ترعاه حتى غطت فى النوم وهى جالسة بجانبه من الإرهاق والتعب .
بالصباح الباكر.
فتح عينيه بصعوبة ليجدها غافلة على مقعدها وبيدها قطعة القماش المبللة وعلى المنضدة بجانبه زجاجة الدواء الخافض للحرارة فعلم من ألالام التى بجسده إنه أصيب بالحمى من جراء إستحمامه بالماء البارد نظر لها بشفقة على حالها وتأكد من حبها له وتفانيها فى إظهار ذلك بدون حديث فالأفعال أبلغ من الكلام حقا أراد أن يضمها مرة أخرى ويعتذر عن ما فعله معها تسلل إلى سمع ريهام صوت بكاء الصغيرة فأضنتفضت من مكانها فوجدته ينظر إليها بشرود فأقتربت منه بلهفه_أنت كويس دلوقتى
أجابها بأقتضاب_المكتب .
ريهام _أنت تعبان ولازم تستريح..
قالت پصدمة دون أن تعي ما تتفوه به _ هتسافر وتسبني قصدى هتسبنا
أجابها محاولا تجاهل مشاعره _ شهر وهرجع إن شاءالله.
تمسكت بذراعيه ببكاء_ أرجوك بلاش السفرية دى وخليك معايا .
حرر يديها ثم إستدار حتى لا ترى الضعف فى عينيه تجاهها ثم غادر على الفور
.فى المكتب
ولج فريد إلى الداخل بوجه يملؤه الحزن قائلا بغموض_عايزك تهتم بقضية زين العابد وياريت تتولى الدفاع فيها بنفسك .
حسام بغضب_برده هتسافر مفيش فايدة عايز تهرب بس القضية دى مهمة أوى وكان الأفضل وجودك فيها أنت عارف المتربصين كتير ل زين العابد وكله منتظر يخسر فى القضية وهو حاطط أمل كبير على الله ثم عليك أنت وهيزعل أوى لو عرف إنك سبت القضية وسافرت .
حسام بضيق_خلاص لازم تقابله قبل متسافر وتفهمه على كل حاجة .
أشار له بتأكيد _إن شاءالله. شوف المهم أيه عشان ابص عليه لاني شوية وراجع البيت.
أشار له بهدوء _تعبان شوية بس
أسرع إليه بلهفة_شكلك مجهد فعلا طب روح إرتاح انت وأنا هنا. ويفضل بلاش السفرية من أساسها..
فريد _مش يمكن السفرية دى اللى تقدر تخلينى إنسان طبيعى .
حسام بود_إن شاءالله يا صاحبى هترجع فريد اللي أنا أعرفه .
ثم تركه ودلف لمكتبه ليتابع عمله وما هى إلا لحظات حتى وجد مكالمة منها فأبتسم لا إراديا رفع الهاتف ليستمع لصوتها الباكي فقالت بثبات مخادع_عامل أيه دلوقتى لو حسيت إنك تعبان إرجع على طول .
ثم صمتت للحظات لتتابع بأرتباك_طب فكر تانى فى موضوع السفر ده أنا محتجالك قصدى كلنا محتجلك وخصوصا عهد
فريد بحدة_أرجوك يا ريهام الموضوع منتهى هسافر يعنى هسافر
ثم أغلق الخط وقد أربكته مشاعره وما عاد يدرى ما هو الصائب هل يسافر أم يظل بجوارها .
دلفت فاطمة لمكتب حسام والارتباك يستحوذ عليها من ألا تكون أحسنت فى وضع المخارج القانونية فى القضية التي كلفها بها
أدرك إرتباكها فأردا أن يخفف عنها بالمزاح_ ها هطلعيه براءة ولا شكلك هتلفى حول رقبته حبل المشنقة .
عضت شفتيها غيظا من الإستهانة بقدرتها ولكن تمالكت نفسها وهو يكاد ينفجر من الضحك على منظرها فقالت بغضب_انا مش عرفة إيه اللي بيضحك حضرتك على العموم الملف بتاعه اهو وأنا كتبت ملاحظاتى فيه وكتبت عدة نقاط مهمة نقدر بيها على الأقل نخفف الحكم ده لو مخدش يعنى البراءة .
أعجب بثباتها وثقتها فى نفسها فالتقط منها الملف بشغف ليقرأ ما دونته .
وهي تتأمل ملامح وجهه لتعرف منها هل فعلا أحسنت أم لا
فوجدته يبتسم فوضعت يدها على قلبها لعلها تخفف نبضات قلبها المتسارعة خوفا.
حسام بأعجاب_ لا بجد شابوه ليك يا بطة بالنسبة لأول مرة كويس أوى ومش بطال .
إبتسمت فرحا ولكن ما لبثت أن تجهم وجهها مرة أخرى فقال متعجبا _إيه مالك مكنت كويسة ورقيقة قلبتى ليه علي جعفر كدا
فاطمة بغيظ _إسمي الأنسة فاطمة .
ثم تركته وغادرت المكتب وهى غاضبة ولكنه زاد إعجابه بشخصيتها وحيائها وقرر أن تتولى معه قضية زين العابد وإصطاحبها معه إلى المحكمة فهتف لذاته بغرور_ ودى فرصة كبيرة أوى بالنسبة لمحامية تحت التمرين
دلفت الحاجة