الجزء الثاني رواية جميلة بقلم سارة علي
نومها القصير بإعجاب كبير
كانت ترى نفسها أنثى متكاملة وجميلة للغاية
لقد افتقدت هذا الشعور منذ وقت طويل
وضعت عطرها المفضل على جسدها وأخذت تدور أمام المرأة وهي تتخيل منظر زياد حينما يعود من العمل ويراها
لقد قررت اليوم سوف تتمم زواجها منه
هذا قرارها الذي فكرت به طويلا
طوال الشهر الفائت كانا يعيشان حياة أقرب للمثالية يتناولان طعامهما سويا ويتحدثان كثيرا تعرفا على بعضيهما بشكل أكبر وتيقنت زينة من حب زياد الصادق اها لكن الألم الذي بداخلها ورغبة الإنتقام كانت أكبر من هذا الحب
توجه نحوها بخطوات مترددة بينما هي تضحك بخفوت قبل أن يقف أمامه ويهتف رغما عنه
ايه ده !
ايه !
ابتلع ريقه وقال
انتي مالك النهاردة !
اقتربت منه وقالت وهي تحيط رقبته بذراعها
توترت ملامحه وهو ينظر الى شفتيها المطليتين باللون الأحمر القاني لينحني نحوها
وبادلته قبلته لكنها فوجئت به ينتفض مبتعدا عنها بعد لحظات
لقد كان أمامه رأه بعينيه علي أخوه الوحيد وأقرب الأشخاص إليه
ابتعد عنها زياد في الحال وقال قبل أن يهرب خارج الشقة
في صباح اليوم التالي
فتح باب الشقة وولج الى الداخل بخطوات مترددة بعد ليلة طويلة قضاها في سيارته يجوب الطرقات ذهابا وإيابا دون أن يستطيع العودة الى الشقة بعدما حدث بينهما
ما زال غير مستوعبا لكل ما جرى وكيف لاحقه طيف علي في أهم لحظات حياته
تسائل مع نفسه هل يستحق هو أن يعيش حياته بأكملها مقيدا بذنب أخيه الحبيب !
هو يعلم في داخله أن زينة تتحمل جزءا كبيرا مما حدث لأخيه بالرغم من إدراكه لحسن نيتها
زينة كانت سببا أساسيا في مۏت أخيه وإن أنكر هذا
صوت إغلاق الباب أيقظها من نومها لتقفز من مكانها بسرعة حيث كانت نائمة على الكنبة وهي تنتظره أن يعود طوال الليل
هي لم تكن يوما بهذا السوء لطالما كانت بريئة نقية لا تعرف طريقا للأفعال الخبيثة لا تعلم كيف فكرت بشيء كهذا وكيف استطاعت أن تفعل هذا دون خجل
احمرت وجنتيها بينما جميع هذه الأفكار تدور داخل رأسها
وقف زياد منتصف الصالة مصډوما من وجودها أمامه بهذا المنظر الغريب وجهها شاحب يدل على عدم نومها سوى لساعات قليلة وملابسها غير مرتبه كانت ما زالت ترتدي قميص نوم ليلة البارحة يبدو أنها كانت تنتظره
صباح الخير
ألقى تحية الصباح ببرود وهو يتجه نحو غرفته محاولا إزاحة هذه الأفكار من رأسه لتجيبه زينة بخجل وخفوت
صباح النور
ثم تقف في وجهه وتهتف بتردد بينما نظراتها منخفضة نحو الأسفل
ممكن نتكلم شوية !
أطلق زياد زفيرا قويا قبل أن يومأ برأسه وهو يتجه نحو الكنبة ليجلس عليها تتبعه زينة والتي جلست على الكرسي المقابل له تفرك يديها الاثنتين بتوتر وعينيها ما زالتا منخفضتين نحو الأسفل
انا اسفة
نظر زياد إليها وسألها بنبرة حائرة وحاجبين معقودين
بتعتذري ليه !
أجابته بجدية وهي ترفع نظراتها المترددة نحوه
اسفة عشان اللي حصل امبارح
تنهد بقوة وقال
مفيش حاجة تستاهل إنك تعتذري مني عشانها انتي مغلطتيش يا زينة
قالت زينة پألم
لا غلطت يا زياد وغلطت اوي كمان
تحدث زياد بنبرة صريحة
أنا عارف إنك مبتحبنيش وإنك إتجوزتيني لسبب مجهول سبب هعرفه قريب
نظرت إليه بحزن للحظات حزن ما زال يحتل أركان قلبها هي لا تحبه وهو يعرف هذا بل ويعترف به لكنها تتمنى في نفس الوقت أن تحبه أن تعطيه وتعطي لنفسها فرصة تجربة مشاعر صادقة معه
زياد انا عايزة أحبك أنا محتاجة أحبك
قاطعها بإباء
لا يا زينة الحب مبيجيش كده مفيش حاجة اسمها عايزة احبك وكمان الحب والاحتياج صعب يتقابلوا سوا غالبا الاحتياج هيبقى هو الاساس وانا مش عايز أكون شخص تحتاجيه لو عالإحتياج فأنا جمبك أهو وهفضل جمبك
أغمضت زينة عينيها بوهن وقد شعرت برغبة عارمة في البكاء بينما نهض زياد من مكانه وجلس بجوارها محتضنا كفيها بكفيه هاتفا بنبرة رجولية بحته
تعرفي أنا حبيتك ليه !
نظرت إليه من أسفل أهدابها ليجيبها بجدية
عشان لقيت فيكي طيبة وبراءة مشفتهمش فوحدة قبلك
صمتت ولم ترد بل إكتفت بإيماءة حزينة منها ليقترب منها ويطبع قبلة طويلة على جبينها قبل أن يتركها ويرحل
مساءا
وقف زياد أمام المرأة يعدل من