الجزء الثاني رواية جميلة بقلم سارة علي
تسريحة شعره بينما زينة في الخارج تسير ذهابا وإيابا أمام باب غرفته دون توقف
بعد حديثهما صباح اليوم تركها زياد ورحل الى الشركة ليعود مساءا ويلج الى غرفته دون أن يتحدث معها وكأنها شيء غير مرئي بالنسبة له
هذا الأمر جعلها تشعر بالضيق والغيظ في أن واحد
وجعلها تفكر جديا في الحديث معه وفهم ما ينوي فعله في الأيام القادمة
كنت عايزة أكلمك فموضوع مهم
اقترب منها وسألها بجدية
خير اتفضلي
هو احنا متخاصمين !
سألته بصراحة مطلقة ليسألها بتعجب
انتي شايفة كده !
أغمضت عينيها للحظات قبل أن تفتحها وهي تهتف بنفاذ صبر
انت لسه زعلان مني
لقد باتت تفقد صبرها بسرعة وهذه صفة جديدة عليها
هو انتي عملتي حاجة تستحق أزعل منك عشانها !
إنه يثير إستفزازها
رمقته بنظرات مستاءة وقالت
لا ابدا
كويس
قالها بإقتضاب ثم تحرك خارجا من الشقة لټضرب زينة الأرض بقدميها قبل أن تتحرك نحو هاتفها وتجري إتصالا سريعا بصديقتها نور
قفزت نور من مكانها وسألتها بحيرة
مالك يا زينة ! ومين اللي بيتجاهلك !
أجابتها زينة
هو مين غيره زياد
استغفرت نور في سرها وقالت بضيق
وانا اللي افتكرت فيه مصېبة جديدة حصلت حرام عليكي
ثم أكملت نور بحيرة
من إمتى وإنتي عصبية بالشكل ده !
صمتت نور للحظات قبل أن تقول بجدية
طب ايه اللي حصل عشان يتجاهلك !
أجابتها بجدية
حاولت أغريه
نعم !
صړخت بها نور بعدم تصديق قبل أن تهتف بتخبط
أنا مش فاهمة حاجة يا زينة
أخذت زينة نفسا عميقا وقالت
الحكاية ومافيها إني إتجوزت زياد عشان أنتقم من أمه بعد اللي عملته فيا
قالتها نور غير مصدقة لما تسمعه على لسان صديقتها كيف تغيرت زينة بهذا الشكل وأصبحت تخطط للإنتقام جاءها صوت زينة الحزين اخيرا
أنا مش عارفة إزاي فكرت كده نور انا مش وحشة وانتي عارفة ده انا مدايقة من نفسي اوي عشان استغليته
طب اهدي يا زينة اهدي يا حبيبتي
قالتها نور محاولة إخراجها من هذا الحزن المسيطر عليها قبل أن تكمل بجدية
حل الصمت المطبق بينهما لتردف نور
بلاش تضيعي نفسك يا زينة الحقي نفسك يا زينة وبلاش تخسريها
تمام يا نور
قالتها زينة بنبرة تائهة قبل أن تغلق الهاتف مع نور وهي تفكر في كلامها
لحظات قليلة وسمعت صوت باب الشقة يفتح يتبعه دخول زياد الى داخل الشقة متقدما نحوها هاتفا بإبتسامة غريبة
فيه مفاجئة عشانك
لمعت عيناها وهي تنهض من مكانها وتتقدم نحوه متسائلة بلهفة
مفاجئة ايه !
وما إن أنهت كلامها حتى فتح الباب مرة أخرى ودلفت والدتها ومعها أختها مريم الى داخل الشقة
وقف زياد بجانب الكرسي الذي تجلس عليه زينة يتأملها وهي تحتضن مريم وتقبلها بحب بينما والدتها تجلس أمامها تتأملها بعينين باكيتين
ابتسم زياد براحة وهو يفكر أنه فعل ما هو صحيح صحيح أنه استخدم نفوذه وسلطته لأول مرة في شيء كهذا لكن لا بأس أحيانا الحياة تستحق أن نستخدم أساليب مختلفة لتحقيق جزءا من العدل المنتظر
تنحنح زياد قائلا بجدية
انا هروح اقابل منتصر يا زينة لو احتجتي حاجة كلميني
أومأت برأسها وهي تبتسم بإمتنان ليخرج زياد من الشقة فتتحدث الأم بسرعة ولهفة
عامل معاكي ايه ! بيعاملك كويس !
أومأت زينة برأسه وقالت تطمئن والدتها
جدا متقلقيش عليا طول منا معاه
ربنا الام على يدها بدعم بينما سألتها زينة
بابا عامل معاكو ايه !
صمتت الأم وقد ظهر الحزن جليا على ملامح وجهها لتردف زينة بقلق
مالك يا ماما ! سكتي ليه !
تنهدت الأم وهي تجيبها بتعب
مبقتش عارفة أتصرف معاه ازاي كل يوم زعيق ومشاكل مبتخلصش
بسببي مش كده !
سألتها زينة پألم لترد الأم بخفوت
بسبب حاجات كتير وانا تعبت يا زينة تعبت ومبقتش عندي طاقة خلاص
أخفضت زينة بصرها بحرج بينما قالت الأم بمواساة
انتي ملكيش ذنب يا زينة اللي حصل ڠصبا عنك
غمغمت زينة بجدية
لو مكنتش اتجوزت علي مكانش ده كله حصل
اللي حصل ده مكتوب من عند ربنا متحمليش نفسك فوق طاقتها
ابتسمت زينة بتصنع وهي تحاول إخبار والدتها أنها بخير بينما أكملت الأم بجدية
خليكي دايما قوية ربنا بعتلك زياد كتعويض ليكي اتمسكي بيه وبلاش تخسريه
أومأت زينة برأسها وهي تبتسم رغم الدموع التي ترقرقت