الإثنين 25 نوفمبر 2024

الجزء الثاني رواية جميلة بقلم سارة علي

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

تسريحة شعره بينما زينة في الخارج تسير ذهابا وإيابا أمام باب غرفته دون توقف 
بعد حديثهما صباح اليوم تركها زياد ورحل الى الشركة ليعود مساءا ويلج الى غرفته دون أن يتحدث معها وكأنها شيء غير مرئي بالنسبة له 
هذا الأمر جعلها تشعر بالضيق والغيظ في أن واحد 
وجعلها تفكر جديا في الحديث معه وفهم ما ينوي فعله في الأيام القادمة 
توقفت زينة عن أفكارها تلك وهي تراه يفتح باب الغرفة ويخرج منها لتتوتر كليا بينما يرمقها هو بنظرات مستفهمة قالت أخيرا مجيبة على نظراته 
كنت عايزة أكلمك فموضوع مهم 
اقترب منها وسألها بجدية 
خير اتفضلي 
هو احنا متخاصمين !
سألته بصراحة مطلقة ليسألها بتعجب 
انتي شايفة كده !
أغمضت عينيها للحظات قبل أن تفتحها وهي تهتف بنفاذ صبر 
زياد من غير لف ودوران
انت لسه زعلان مني 
لقد باتت تفقد صبرها بسرعة وهذه صفة جديدة عليها 
هو انتي عملتي حاجة تستحق أزعل منك عشانها !
إنه يثير إستفزازها 
رمقته بنظرات مستاءة وقالت 
لا ابدا 
كويس 
قالها بإقتضاب ثم تحرك خارجا من الشقة لټضرب زينة الأرض بقدميها قبل أن تتحرك نحو هاتفها وتجري إتصالا سريعا بصديقتها نور 
بيتجاهلني يا نور 
قفزت نور من مكانها وسألتها بحيرة 
مالك يا زينة ! ومين اللي بيتجاهلك !
أجابتها زينة 
هو مين غيره زياد 
استغفرت نور في سرها وقالت بضيق 
وانا اللي افتكرت فيه مصېبة جديدة حصلت حرام عليكي 
ثم أكملت نور بحيرة 
من إمتى وإنتي عصبية بالشكل ده !
من اللي شفته يا نور 
صمتت نور للحظات قبل أن تقول بجدية 
طب ايه اللي حصل عشان يتجاهلك !
أجابتها بجدية 
حاولت أغريه
نعم !
صړخت بها نور بعدم تصديق قبل أن تهتف بتخبط 
أنا مش فاهمة حاجة يا زينة 
أخذت زينة نفسا عميقا وقالت 
الحكاية ومافيها إني إتجوزت زياد عشان أنتقم من أمه بعد اللي عملته فيا 
انتي بتقولي ايه يا زينة !
قالتها نور غير مصدقة لما تسمعه على لسان صديقتها كيف تغيرت زينة بهذا الشكل وأصبحت تخطط للإنتقام جاءها صوت زينة الحزين اخيرا 
أنا مش عارفة إزاي فكرت كده نور انا مش وحشة وانتي عارفة ده انا مدايقة من نفسي اوي عشان استغليته 
طب اهدي يا زينة اهدي يا حبيبتي 
قالتها نور محاولة إخراجها من هذا الحزن المسيطر عليها قبل أن تكمل بجدية 
اسمعي كلامي يا زينة مفيش حد يستحق منك إنك تغيري من نفسك وتخسري طيبتك بسببه لو هما أذوكي بجد سيبيهم لربنا وربنا أكيد هياخد حقك لكن بلاش أرجوك تفكري ټنتقمي منهم او تفكري حتى فده 
حل الصمت المطبق بينهما لتردف نور 
بلاش تضيعي نفسك يا زينة الحقي نفسك يا زينة وبلاش تخسريها 
تمام يا نور 
قالتها زينة بنبرة تائهة قبل أن تغلق الهاتف مع نور وهي تفكر في كلامها 
لحظات قليلة وسمعت صوت باب الشقة يفتح يتبعه دخول زياد الى داخل الشقة متقدما نحوها هاتفا بإبتسامة غريبة 
فيه مفاجئة عشانك 
لمعت عيناها وهي تنهض من مكانها وتتقدم نحوه متسائلة بلهفة
مفاجئة ايه !
وما إن أنهت كلامها حتى فتح الباب مرة أخرى ودلفت والدتها ومعها أختها مريم الى داخل الشقة 
وقف زياد بجانب الكرسي الذي تجلس عليه زينة يتأملها وهي تحتضن مريم وتقبلها بحب بينما والدتها تجلس أمامها تتأملها بعينين باكيتين 
ابتسم زياد براحة وهو يفكر أنه فعل ما هو صحيح صحيح أنه استخدم نفوذه وسلطته لأول مرة في شيء كهذا لكن لا بأس أحيانا الحياة تستحق أن نستخدم أساليب مختلفة لتحقيق جزءا من العدل المنتظر 
تنحنح زياد قائلا بجدية 
انا هروح اقابل منتصر يا زينة لو احتجتي حاجة كلميني 
أومأت برأسها وهي تبتسم بإمتنان ليخرج زياد من الشقة فتتحدث الأم بسرعة ولهفة 
عامل معاكي ايه ! بيعاملك كويس !
أومأت زينة برأسه وقالت تطمئن والدتها 
جدا متقلقيش عليا طول منا معاه 
ربنا الام على يدها بدعم بينما سألتها زينة 
بابا عامل معاكو ايه !
صمتت الأم وقد ظهر الحزن جليا على ملامح وجهها لتردف زينة بقلق 
مالك يا ماما ! سكتي ليه !
تنهدت الأم وهي تجيبها بتعب 
مبقتش عارفة أتصرف معاه ازاي كل يوم زعيق ومشاكل مبتخلصش 
بسببي مش كده !
سألتها زينة پألم لترد الأم بخفوت 
بسبب حاجات كتير وانا تعبت يا زينة تعبت ومبقتش عندي طاقة خلاص 
أخفضت زينة بصرها بحرج بينما قالت الأم بمواساة 
انتي ملكيش ذنب يا زينة اللي حصل ڠصبا عنك 
غمغمت زينة بجدية 
لو مكنتش اتجوزت علي مكانش ده كله حصل 
اللي حصل ده مكتوب من عند ربنا متحمليش نفسك فوق طاقتها 
ابتسمت زينة بتصنع وهي تحاول إخبار والدتها أنها بخير بينما أكملت الأم بجدية 
خليكي دايما قوية ربنا بعتلك زياد كتعويض ليكي اتمسكي بيه وبلاش تخسريه 
أومأت زينة برأسها وهي تبتسم رغم الدموع التي ترقرقت
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات