الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 126 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


الفستان ولونه هيبقوا تحفة عليكي
توترت وسألته بتعجب هو أنت اللي اخترت لي الفستان ده
وضع الفستان على الفراش مرة أخرى وجلس على حافة الفراش يجيبها أيوة أنا اللي اخترته بصراحة لقيتك مفكرتيش في نفسك وكلنا استعدينا للفرح وانتي لاء
ردت عليه بذهول من إهتمامه وتفكيره بها فهي لم تتوقع ذلك أبدا بس ده كتير عليا أوي الفستان زمانه غالي أوي

نهض ويقول وهو ينظر في عينيها مفيش حاجة تغلى أو تكتر عليكي يا غصون أنتي تستاهلي كنوز الدنيا كلها أهم حاجة الفستان عجبك 
سحبتها تلك العينين المظلمتين اللتان أوشكت على رؤية النور وردت عليه بشرود فيهما أنا مشفتش أجمل منه قبل كده 
هو الآخر ارتبك من نظرتها فترك يديها بهدوء والتفتت يوجه نظره للفستان هاربا من عينيها اللتان أصبحتا تعريه أمامها وقال متعرفيش بقى أنا اخترت الفستان ده من بين تلاتين فستان عرضتهم عليا يا ياسمين بس ده شوفتك فيه بيشبه رقتك وجمالك 
ابتسمت بسعادة وحب وقالت أنا مش عارفة أقولك إيه بس أنا مش عارفة اوصفلك سعادتي النهاردة
الټفت لها ونظر لها بسعادة وقال بحنان أهم حاجة عندي سعادتك واستعدي عشان على الساعة تلاتة كده هيجيلك بنت من بيوتي سنتر تجهزك 
هزت رأسها بإعتراض وقالت مالوش لزوم أنا مش محتاجة حد انا هلبس واجهز 
رد عليها أنا عارف انك مش محتاجة بس اسمعي الكلام وياللا عايز افطر ولا مش ناوية تفطريني
ابتسمت وقالت بحماس دقايق والفطار هيكون جاهز ثم تركته وخرجت مسرعة تنزل لتعد له الفطور بينما وقف ينظر لأثرها مبتسما يشعر بإرتياح شديد فقد بدأ يتصالح مع واقعه بوجودها وكلما شعر أنه يخرج رويدا من ذلك البئر المظلم الذي ألقي فيه منذ ۏفاة زوجته ابتسامتها التي أصبح يراها كل يوم أصبحت شمسه التي تشرق كلما فتحت ثغرها مبتسمة شعورها بالسعادة الذي أصبح ومشاركتها أموره وأمورها أصبح مصدر سلامه النفسي بعد كل الفوضى التي كانت تحتل داخله لذا قرر محاربة الماضي والإستسلام لحاضر ذلك الملاك الذي يرفرف في بيته حتى يستعيد ثباته القديم ويكون أهلا أن يكون زوجا لها.
انتهت من أولى الرسوم التي ترسمها على الحائط في غرفة الأطفال في الشقة التي ستجمعهما سويا فقد أصرت أن ترسم هي حوائط الشقة بيدها واليوم أتت في الصباح لتبدأ ما نوته بعدما خرج تميم ليستكمل رحلة البحث عن عمل إضافي بجانب عمله كمصور فوتوغرافي.
جلست ترتاح قليلا لتبدأ الرسمة الثانية وبينما هي تجلس وجدت أم تميم تدخل عليها وبيدها صينية عليها كوبا من القهوة الممزوجة باللبن وبعض الشطائر.
وقفت سدن تستقبلها حاملة من الصينية وهي تقول متشكرة أوي يا ماما ليه تعبتي نفسك بس أنا لو عوزت حاجة هعرفك أو هنزل أعملها بنفسي
ابتسمت لها الأم وقالت تعبك راحة يابنتي مش عارفة ليه صممتي تتعبي نفسك ماكان النقاش عملها وخلاص وكنتي ارتاحتي انتي
ردت سدن بإبتسامة أنا كنت دايما بحلم إني ارسم كل مكان في البيت اللي هعيش فيه بس قوليلي إيه رأيك 
نظرت الأم بإعجاب اللهم صل ع النبي تسلم إيدك يابنتي حاجة في منتهى الجمال والله 
ردت عليها سدن تسلمي ياماما.. مفيش أخبار عن تميم 
أجابتها أمه ربنا معاه أبوه كان مكلمه من ساعة وقال إن لسه مفيش جديد ربنا معاه وييسر له أموره 
ردت عليها سدن يارب
قالت أم تميم هنزل أنا بقى عشان أجهز الغدا وكمان عشان معطلكيش 
أومأت لها سدن بموافقة فنزلت الأم وجلست سدن تتناول الشطائر وتشرب القهوة فهي بالفعل كانت قد بدأت تشعر بالجوع.
بعد أن انتهت نهضت لتبدأ الرسمة الثانية فصعدت على السلم الخشبي وبعد قليل كانت قد اندمجت فيها ولم تشعر بدخوله عليها وقف يتأملها وهي ترسم جميلة كما رآها دائما كلها طاقة وهذا ماجعل دائما كل الأعمال التي تخرج من تحت يديها غاية في الجمال.
تحرك السلم قليلا وهي لم تشعر فاختل توازنه وقد أوشكت على الوقوع لولا اندفاع تميم نحوها حتى التصقت بصدره تفاجأت مما حدث للتو وشعرت بالذعر فقالت تميم!!
سألها بلهفة أنتي كويسة
أومأت له أنها بخير

ثم سألته أنت جيت إمتى
أجابها أنا هنا بقالي شوية بس كنت بتأملك وأنتي بتشتغلي
هدأت قليلا وسألته وهي مازالت بين يديه إيه رأيك
نظر لها بحب وقال
 

125  126  127 

انت في الصفحة 126 من 135 صفحات